(من أعلي المنصة) ياسر الفادني يكتب…. نملة مطلقة وعندها طفلين!
ها هم يطلّون علينا من عواصمهم الباردة كذباب شتوي يبحث عن فتات، يطلقون التصريحات كما تطلق النملة المطلقة شائعات الحي لتقتل الفراغ، مبارك الفاضل الذي بدّل جلده أسرع مما يبدل التمساح ماءه، صار اليوم بوقًا مأجورًا، يبيع المواقف كما تُباع الخردة على الأرصفة ، دويلة دفعت فرفع الرجل صوته ضد وطنه وضد الجيش، متقمصًا دور العدو الصلب، بينما الحقيقة أنه مجرد ظلّ باهت لرجل كان
ومن خلفه موكب البؤساء: عطالي محترفون، هجّروا كرامتهم قبل أن يهاجروا أجسادهم، يجلسون في مقاهي العواصم الأفريقية والباردة، يمارسون سياسة الكي بورد وكأنها بطولة، يجمعون المال من موائد غيرهم، ويظنون أن صدى تصريحاتهم الباهتة سيهزّ وجدان شعب خبر الخيانة حتى صار يسخر منها
أي وهم هذا؟! يظنون أن كلماتهم تزعزع جيشًا يقاتل ويصنع النصر، أو تحني رأس شعبٍ يعرف أن المواقف تباع وتشترى، لكنه لن يشتري رخصًا، هؤلاء لا يثيرون التعاطف، بل الشفقة، وربما الضحك، فمن يظن أن تغريدة من منفى بارد ستوقف زحف القوات المسلحة، يستحق أن يُصفع مرتين: مرة على جهله، وأخرى على غروره
وكما يقول المثل السوداني: ( كثرة القعاد في البيت والعطالة بتخلي العاطل يقول عرفت نملة مطلقة وعندها ولدين.!! فكيف إذا كان العاطل سياسيًا فاشلًا، ومصدر رزقه الوحيد هو التصريحات الفارغة؟ عندها سيحكي حتى عن نملتين مطلقتين وثلاثة أفيال أيتام! هكذا يبدون لنا: مهرجون بلا جمهور، وضجيج بلا أثر، و”نمل” يتوهم أنه أسد.