للحرب أوجـه عـديدة…. الحلقـة الثانيـة
الظهيرة- بروفيسور إيهاب السر محمد الياس (جامعة الجزيرة):
كشفت الحرب الماثلة الآن أوجه القصور في الدولة السودانية والتي أوردتنا موارد الهلاك وان ساستنا الكرام قد قضوا جل الوقت في التشاكس والإحتراب.
واضاعوا الزمن في دهاليز الكسب السياسي وتركوا امر التطور عبر الزمن يتسرب من بين أيدينا لنجد من بعدها ان الدول من حولنا تركتنا في مؤخرة السباق.
اولها مثلا في بند الصناعة الوطنية تركت في ايدي مستثمرين ورجال اعمال كبار اهتموا بالربحية فقط دون الاهتمام بمواصفات جودة المنتج.
لم يحس المواطن المغلوب على امره طيلة الفترات السابقة بهذا الامر الا بعد ان إنسابت السلع الاثيوبية بل حتى سلع دولة جنوب السودان الوليدة الى اسواقنا بأسعار رخيصة ومتناولة في اليد وذات جودة عالية .
حيث ان كمية قلية من صابون البودرة او الصابون العادي الاثيوبي تقوم بتنظيف جبل من الملابس المتسخة باستخدام كمية إقتصادية من الصابون بطريقة مذهلة مع عبوات جميلة وروائح عطرة باقية الأثر وينطبق الامر نفسه على صابون الإستحمام الجميل العبق بعكس تصنيعنا والذي لا تستطيع ان تميز فيه صابون الحمام من صابون لغسيل.
كذلك لم نستفد من توفر اعظم ثلاثة محاصيل زيتية وتجود زراعتها في مناخ السودان وتشمل السمسم والفول السوداني وزهرة الشمس والتي انحصرت مصانعها في الخرطوم لتجد إن الاسواق قد غزتها زيوت مثل زيت الزيتون وصار زيت السمسم اندر من لبن الطير.
ومن جانب اخر طالعت مقال علمي للدكتور محمد عبد الحميد استاذ جامعي لعلم الحد من الكوارث في الجامعات السودانية تناول فيه مخاطر سد النهضة اذا حدث ما لا يحمد عقباه.
وإنهار هذا السد والذي سعته74 مليار متر مكعب وضع خطا تحت كلمة مليار هذه فهو كفيل بمسح الوطن بأكمله في غمضة عين واضعين في الحسبان كارثة مدينة درنة الليبية بعد أن ضربها اعصار دانيال وجرف معه السدين اللذين سعتهما معا 24.5 مليون متر مكعب.
فإجتاحت السيول مدينة درنة وتركتها اثر بعد عين وفقدت الكثير من الأرواح من ضمنها اسر سودانية. الشاهد في الأمر ماذا أعددنا نحن لهذا الامر في حالة حدوث سيناريو شبيه لا قدر الله.
وحتى في الجوانب الإيجابية للسد ماذا استفدنا من ناحية توليد كهرباء والآن التيار الكهربي اغلب اليوم في حالة انقطاع دائم. الكل يعلم السعات الضعيفة لخزان الروصيرص وحتى سد مروى مع عدم وجود مصارف للمياه تقلل من الضغط الرهيب حالة قدوم المياه بكميات كبيرة.
حقيقة أن الامر يحتاج لدراسات كبيرة ونظرات فاحصة تستشعر الخطر المثال مع تزايد وتيرة الضربات الزلزالية التي اجتاحت العلم مؤخرا يجب ان تشرح هذه الدراسات كل الاحتمالات والجوانب الايجابية والسالبة لمثل هكذا مشروعات .
مع دراسة التغيرات المناخية في العالم وكيف يمكنها أن تؤثر على مواقيت الزراعة في السودان حيث ما زلنا نعمل بحزم تقنية ومواقيت عفا عنها الزمن مع اعادة الدراسات عن ديناميكية عشائر الآفات الزراعية المختلفة التي تغيرت كثيرا بسبب التغيرات المناخية كما ذكرنا سالفا.
إلى ان نلتقي في وجه جديد من الاوجه التي كشفتها لنا الحرب لكم فائق مودتي وتقديري.



