مقالات الظهيرة

عابد سيد أحمد يكتب… الشعب يريد ولكن !!

من باب الفضول الذى بعثه اسم مسرحية (النظام يريد) انذاك فى كل فئات المجتمع تدافع كثير من الساسة الكبار لمشاهدة المسرحية بجانب الفئات الاخرى وكان من بين الحضور ايامها زعيم حزب الامة القومى الامام الصادق الذى شاهدها من داخل المسرح.

والذى قال عقب انتهاء العرض ان المسرحية لها مدلولات صادقة لتصوير الواقع مما جعلها تستحق التجاوب الشعبي.

ولا يختلف إثنان حول ان مسرحية النظام يريد قد اعادت الجمهور للمسرح بعد قطيعة امتدت طويلا.

وان المسرح كان يمتلئ فى كل عرض من عروضها على سعته برغم استمرار عروض المسرحية طويلا بمسرح قاعة الصداقة بالخرطوم.

وإن اختلف النقاد فى تحليلها إلا انها عمل فنى كبير قدم أيام ثورات الربيع العربى… ايام شعار (الشعب يريد إسقاط النظام ) الشهير الذى اطاح بعدة انظمة عربية برغم اجهزتها الأمنية القمعية القوية.

والسؤال الذى يقفز هنا لماذا فى ظل هذه الظروف التى تعيشها بلادنا ويعيشها كل شعب السودان لا نشاهد مسرحية (الشعب يريد) ومعلوم ان الشعب كله الان يريد إنهاء التمرد الغاشم والعودة للديار بعد معاناة التشرد والاذلال التى عانيناها من ممارسات المليشيا الوحشية ضد الشعب.

و بالتاكيد ان الدراما الواقعية التى عشناها ونعيشها حاليا اصدق انباء من أى خيال ..

فقط تحتاج الى مؤلف بارع (للسبكة ) مثل مصطفى أحمد الخليفة الذى كتب النظام يريد والى مخرج فنان مثل ابوبكر الشيخ الذى اخرج المسرحية التى شغلت الناس.

ومااكثر الممثلين الموجودين فى دور الايواء فى بورتسودان وكسلا والذين عايشوا بانفسهم تلك الفظائع و الذين يعيشون حاليا حياة العطالة والفراغ العريض.

واذكر عندما كنا فى ود مدنى قبيل سقوطها ان وزارة الثقافة بالولاية شجعت دراميى ودمدنى والاخرين الوافدين من الخرطوم على انتاج أعمال درامية وتقديمها بالولاية وقد حضرت إجازة 6 أعمال جديدة منها كلها كانت خجولة لم تناقش معاناة الحرب ولا انتهاكات وفظائع المليشيا.

والان محمد المهدى الفادنى وفرقته يقدمون على مسرح تاجوج بكسلا مسرحية بعنوان (بنات فى ورطة ) ومااحوجنا لمسرحية كبيرة على شاكلة (النظام يريد) بمشاركة كبار النجوم تقدم فى كل الولايات وخارج البلاد ..

مسرحية تصور واقعنا الذى نعيشه بكل جرأة وتعكس الممارسات الوحشية للتمرد.

وإن كان جمال عبد الرحمن الفرد قد انتج النظام يريد فلماذا لايمول مسرحية (الشعب يريد ) الشعب بواسطة رجال اعماله الكبار الذين تضرروا من الحرب وعانوا من عمليات النهب التى لحقت بهم.

وإن لم يدقوا صدرهم فلماذا لاتمولها الدولة مادام كتاب السيناريو متوفرين والممثلين موجودين و الجمهور بحاجه الى من يعبر عنه ويعكس واقعه الأليم فمثل هذه المسرحية تسهم بدور كبير فى التعبئة.

وتوصل رسائل مهمة بالداخل و الخارج الذى يمكن ان نوصلها إليه عبر كافة الوسائل والوسائط الاعلامية المنتشرة والمتاحة ليقف على حجم الفظائع على السنة المبدعين فالمسرح أبو الفنون مؤثر مؤثر فلنستخدم ادواته فى الحرب وسنلمس الأثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى